إخوتى و أخواتى الأعزاء]
بعد قراءة التعليقات فى موضوع الحب بين الزوجين وجدت أن هناك من يستبعد وجود الأسرة التى تحيا بالحب والسعادة فى زماننا هذا
* وأنا أقول أن فى وطننا العربى أسر كثيرة تحيا بالسعادة التى يغفل الكثيرون عن مقوماتها و أول هذه المقومات :-
عقد الزواج
*********
يكتب فى عقد الزواج الآتى :-
(( زواجاً شرعياً على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ))
وبعد توقيع العقد ينسى كلا الطرفين هذا الأمر ويبدآن فى الإهتمام فى تجهيز بيت الزوجية وبعد ذلك ينشغلان فى الحياة ومتطلباتها
**ولنا هنا وقفة **
ما معنى على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟
والإجابة أن الله عز وجل بين لنا المعاملة بين الزوجين وكيف تكون قال الله تعالى:-
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم/21 .
السكن و المودة والرحمة هم أساس العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة ، فالزوجة هى السكن ، وبغياب المودة والرحمة ينهار السكن .
السكن:- هو سكينة النفس وطمأنينتها واستقرارها، السكن هو الحماية والأمن والسلام والراحة والظل والارتواء والشبع والسرور، السكن قيمة معنوية وليس قيمة مادية. ولأن السكن قيمة معنوية فإن الزوج يجب أن يدفع فيه أشياء معنوية، وهو أن يتبادل المودة والرحمة مع الزوجة.
فهذا السكن يقام على المودة والرحمة، فالمودة والرحمة هما الأساس والهيكل والمحتوى والهواء، وبغياب المودة والرحمة ينهار السكن، فلماذا جعلت الزوجة هي السكن؟
المرأة مؤهلة بحكم تكوينها لتجسيد كل هذه المعاني الأصلية وبذلك فهي السكن الحقيقي، ولا تصلح للسكن إلا مَن كانت مؤهلة لذلك. فإذا كانت هي السكن فهي المودة والرحمة. وهي قادرة على تحريك قدرة الرجل على المودة والرحمة. فالبداية من عندها، الاستجابة من عند الرجل ليبادلها مودة بمودة ورحمة برحمة.
ويظل الزواج باقياً ومستمراً ما استمرت المودة والرحمة.
والمودة مطلوبة في السراء والرحمة مطلوبة في الضراء. وهذه هي حكمة اجتماع الكلمتين في أمر الزواج. وهذا إشارة إلى أن الزوجين سيواجهان صعوبات الحياة معاً. هناك أيام سهلة وأيام صعبة وأيام سارة وأيام محزنة. أيام يسيرة وأيام عسيرة. المودة مطلوبة في الأيام السهلة السارة اليسيرة، والرحمة مطلوبة في الأيام الصعبة والمحزنة والعسيرة.
والمودة:- هي اللين والبشاشة والمؤانسة والبساطة والتواضع والصفاء والرقة والألفة والتآلف، وإظهار الميل والرغبة والانجذاب، والتعبير عن الاشتياق، وفي ذلك اكتمال السرور والانشراح والبهجة والنشوى.
أما الرحمة فهي التسامح والمغفرة وسعة الصدر والتفهم والتنازل والعطف والشفقة والاحتواء والحماية والصبر وكظم الغيظ والسيطرة على الغضب والابتعاد كلية عن القسوة والعنف والعطاء بلا حدود والعطاء بدون مقابل والتحمل والسمو والرفعة والتجرد تماماً من الأنانية والتعالي والغرور والنرجسية. وهي معان تعلو على المودة وتؤكد قمة التحام الروح وقمة الترابط الأبدي الخالد
** قال تعالى :-
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} .
وقد ذكر الإمام الغزالي في حقوق الزوجية وآداب المعاشرة جملة منها لا تستقيم حياة الأسرة بدونها. ومن هذه الآداب التي جاء بها القرآن والسنة حسن الخلق مع الزوجة، واحتمال الأذى منها. قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) وقال في تعظيم حقهن:وأخذن منكم ميثاقا غليظا) وقال: (والصاحب بالجنب) قيل: هي المرأةوفي تفسير الحديث المروي "إن الله يبغض الجعظري الجواظ" قيل: هو الشديد على أهله، المتكبر في نفسه. وهو أحد ما قيل في معنى قوله تعالى: (عتل) قيل: هو الفظ اللسان، الغليظ القلب على أهله.
والمثل الأعلى في ذلك كله هو النبي صلى الله عليه وسلم فرغم همومه الكبيرة، ومشاغله الجمة، في نشر الدعوة، وإقامة الدين، وتربية الجماعة، وتوطيد دعائم الدولة في الداخل، وحمايتها من الأعداء المتربصين في الخارج. فضلا عن تعلقه بربه، وحرصه على دوام عبادته بالصيام والقيام والتلاوة والذكر، حتى أنه كان يصلي بالليل حتى تتورم قدماه من طول القيام، ويبكي حتى تبلل دموعه لحيته
.ويقول الشيخ القرضاوى برغم هذا كله، لم يغفل حق زوجاته عليه، ولم ينسه الجانب الرباني فيه، الجانب الإنساني فيهن، من تغذية العواطف والمشاعر التي لا يغني عنها تغذية البطون، وكسوة الأبدان.وإذا تأملنا هديه صلى الله عليه وسلم في معاملة نسائه، نجد أنه كان يهتم بهن جميعا، ويسأل عنهن جميعا، ويدنو منهن جميعا. ولكنه كان يخص عائشة بشيء زائد من الاهتمام، ولم يكن ذلك عبثا، ولا محاباة، بل رعاية لبكارتها، وحداثة سنها، فقد تزوجها بكرا صغيرة لم تعرف رجلا غيره عليه السلام، وحاجة مثل هذه الفتاة ومطالبها من الرجل أكبر حتما من حاجة المرأة الثيب الكبيرة المجربة منه. ولا أعني بالحاجة هنا مجرد النفقة أو الكسوة أو حتى الصلة الجنسية، بل حاجة النفس والمشاعر أهم وأعمق من ذلك كله. ولا غرو أن رأينا النبي صلى الله عليه وسلم ينتبه إلى ذلك الجانب ويعطيه حقه، ولا يغفل عنه، في زحمة أعبائه الضخمة، نحو سياسة الدعوة، وتكوين الأمة، وإقامة الدولة. (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). صدق الله العظيم.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول:{ خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهل}
وأخيراً يقول أستاذنا الفاضل أ/ محمد حسين :- الحياة الطيبة ممكنة فى ظل فهم صحيح و قصد سليم بين الزوجين الصاحبين بالجنب والشعار الذى يجب أن يرفرف على البيت المسلم هو : السعادة ممكنة ومطلوبة بشئ من التعقل والصبر والحرص والمداراة .....وكم من حياة سعيدة وناجحة وموفقة وكم من أعمار انقضت فى شقاء وعنت برغم أن أصحابها ذوات عقول ولكنها تناطحت وتنافرت وكم من بسطاء فقراء من أسباب العلم والمال والجاه ولكنهم وفقوا فى حياتهم الزوجية بما يقسم لهم من حظ التوفيق وسهولة المعاملة والمعاشرة
ولقد سمعت من زوجة سعيدة فى حياتها فيما أعلم قولا
وصية أمى لى منذ تزوجت هى:كبريها تكبر صغريها تصغر) ولما استوضحت منها المعنى فهمت انها تقصد المشاكل والمواقف التى تمر بالزوجين أى أن كل مشكلة إن أخذتها على إنها كبيرة ومهمة تصبح كبيرة و إن نظرت اليها على أنها صغيرة ولا تستحق الاهتمام البالغ صغرت وانقضت بسرعة.
أسأل الله عز وجل أن يوفق جميع الأزواج الى السعادة المطلوبة.